من فكرة إلى مشروع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على رسول الله

 

أَبْدَأُ بِاسْمِ اللَّهِ مُسْتَعِينَا          رَاضٍ بِهِ مُدَبِّرًا مُعِينَا

 

سوف نطرح موضوع يهم أغلب الناس وهو ريادة الأعمال.

 

كثيراً ما نسمع هذه الجملة (عندي فكرة) وفي نهاية المطاف أحد الأمور التالية قد تواجهة صاحب الفكرة:

- عدم تنفيذ الفكرة لأنها في الغالب (هواجيس الليل يمحاها النهار) أو (طقطقة الشباب على فكرتك) جعلتك تتخلىعنها.

- نتفيذ الفكرة بدون دراسة وتخطيط مسبق والنهاية الفشل في الغالب وقد يحالفك الحظ بالنجاح لكن نسبة الفشل أكبر فأنتبه لهذا الأمر.

- عدم وجود ميزانية كافية لتنفيذ المشروع أو لعدم توفر المهارة والخبرة  في المجال التقني على سبيل المثال في مجال البرمجة بيحث يمكنك بناء تطبيق جوال أو موقع إلكتروني.  

 

نعود لموضوع ريادة الأعمال: ماهو بالضبط؟

ريادة الأعمال هي عبارة عن تأسيس مشروع جديد بهدف (كسب الأموال).

 

من هو رائد الأعمال؟

إذا كنت تحب المغامرة والتجربة ولديك الجرأة الكافية لتأسيس مشروع جديد فأنت أنت. ايضاً إذ أردت أنت تكون رائد أعمال ناجح جيب أن يكون لديك خطة واضحة ومدروسة جيداً لتنفيذ مراحل المشروع بشكل أحترافي.

 

هل أحتاج فريق عمل وشريك في المشروع؟

يعتمد على نوع وحجم المشروع ويعتمد ايضاً على المهارات الازمة لنجاح هذا المشروع. 

مثال: شخص لدية خبرة في البرمجة ويستطيع بناء تطبيق جوال و موقع لكن ليس لدية خبرة في المجال الإداري والتسويق فهنا يجب أن يجد شريك موؤس يساعد في نجاح المشروع وقد يصل عدد الشركاء الموؤسسين إلى أكثر من أثنين بحسب الحاجة. أما مايخص فريق العمل ففي بداية المشروع لاحجة له لتجنب المصاريف الغير ضرورية من ناحية الرواتب. قد يتم الاستعانة بشخص خبير في التسويق كأستشارة بمبلغ مقطوع (يدفع مرة واحدة فقط). وايضاً من المهارات الأساسية التي أرى أنه يجب التطور فيها كالتالي:

 

طرق تنفيذ المشروع:

إذا كان المشروع قبل للتطبيق بشكل مجاني عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو برسوم بسيطة لإستخدام إحدى الأدوات الجاهزة, فالأفضل فعل ذلك واختبار فكرة المشروع ثم دراسة النتائج بعد التجربة وبناء عليها يتم التحديد إما الإستمرار وبناء تطبيق خاص أو تعديل الفكرة وإعادة التجربة أو تغير الفكرة بالكامل في حال كانت النتائج غير مرضية.

 

الفرق بين التاجر ورائد الأعمال؟

الكثير من الناس يخلط بين الأثنين بينما في الواقع التاجر يقوم بشراء بضاعة من مصنع وبيعها بسعرها أعلى حتى وإن كان يستخدم موقع إلكتروني أو تطبيق جوال. بينما رائد الأعمال يقوم ببناء منتج خاص فيه أو تنفيذ فكرة جديدة أو ابتكار أو منتج وبيعه على العملاء.

 

مفهوم المنتج الأولي أو التجريبي MVP:

إذا كان لديك فكرة منتج على سبيل المثال ساعة إلكترونية تعمل بالذكاء الاصطناعي وتقدم خدمات مميزة. قبل إنتاج هذه الساعة بكميات كبيرة يجب إنتاجد عدد محدود يحتوي على المميزات الأساسية واختبار المنتج على عدد من العملاء وبناء على تقيم العملاء (في حالة أن المنتج حصل على تقييم عالي) يبدأ إنتاج المنتج بكميات معينة حتى يتم اختبار السوق وكمية الطلب على المنتج في السوق وفي حالة الطلب العالي يتم زيادة الإنتاج.

 

الفكرة وحدها ليست كافية لنجاح المشروع !!!؟؟؟

قد تكون لديك فكرة مميزة وفريدة من نوعها لكن لايمكن تنفيذها في المدينة التي تعيش فيها وذلك لعدة أسباب قد تقون عدد الفئة المستهدفة قليل أو عدم توفر خدمة الإنترنت في كل مكان أو أي سبب اخر قد يتسبب في فشل المشروع. لذا يجب دراسة المشروع بشكل تفصيلي ودراسة الفئة المستهدفة مثل: العمر المستهدف لهذا التطبيق أو المنتج - الجنس المستهدف - المرحلة الدراسية وغيرها. ايضاً يجب دراسة حجم السوق وعدد المنافسين في السوق وهل يوجد ضرورة للخدمة أو التطبيق أو المنتج الذ يتنوي بيعه في السوق وماذا يميز مشروعك الخاص عن المنافسين.

 

دراسة السوق:

يتم ذلك عن طريق

- الاستبيان: توزيع استبيان على عدد كبير من الفئة المستهدفة (بمعنى أنه لايتم الإجابة على الاستبيان إلا من الفئة المستهدفة لأن الهدف هو الحصول على نتائج صحيحة تساعد في القرار إما بتنفيذ المشروع أو تعديل الفكرة أو تغيرها بالكامل.

- المقابلات الشخصية للفئة المستهدفة: مثال اجراء مقابلات مع عدد من طلاب الجامعات واخذ الأراء عن مشكلة معينة وطرق حلها (بمعنى انه لايتم إطلاع الفئة المستهدفة على فكرة المشروع بل يتم طرح اسئلة غير مباشرة للحصول على أجوبة تساعد في إتخاذ القرار).

- زيارة الموقع الإلكتروني للمنافس أو التطبيق أو شراء منتج المنافس ودراسته عن قرب ودراسة السعر ودراسة إمكانية المنافسة في السوق مع وجود منتج أو تطبيق مستخدم من قبل عدد كبير من الناس.

- دراسة حجم المبيعات (المشابهه للمنتج الخاص بك) في السوق المستهدف. وغيرها من الطرق.

 

كيفية تحديد سعر المنتج أو الخدمة:

- إنشاء صفحة على الإنترنت خاصة بالمشروع وتمكين الناس من كتابة تعليق وتخمين السعر المتوقع للمنتج.

- زيارة المنافسين في السوق والإطلاع على الأسعار ومدى تقبل الناس للدفع مقابل الخدمة أو المنتج.

- السؤال المباشر في المقابلات الشخصية للفئة المستهدفة عن السعر المتوقع.

 

كيفية قياس ومعرفة الحاجة للمشروع في السوق:

مثال: شخص متحمس جدا قام ببناء تطبيق جوال يستهدف أباء وأمهات الطلاب والطالبات في المرحلة الإبتداية و المرحلة المتوسطة. يقوم التطبيق بتنبيه الأهل عن طريق الجوال بمواعيد واجبات الطلاب اليومية ومواعيد الإختبارات. لكن توجد رسوم لإستخدام التطبيق ولنفرض أن السعر 100 ريال لكل طالب في الشهر. 

حتى لو أفترضنا أن سوق المدارس في مدينة الشخص الذي قام ببناء التطبيق كبير فهذا لايعني أنه قد حل مشكلة أو أن للتطبيق ضرورة عالية  لأن الأهل اعتادوا على متابعة واجبات ابنائهم بأنفسهم. إذاً هذا التطبيق يقدم خدمة إضافية وليست ضرورية عند أغلب الأهالي بالأضافة إلى أنه يوجد روسوم مالية على استخدام التطبيق والتي سوف تتسبب في قلة عدد المستخدمين لهذه الخدمة وقد تكون هذه الخدمة عبء على المدرسة لأن إدخال التنبيهات قد تكون بشكل يدوي من قبل المعلمين.

 

التفكير خارج الصندوق:

 

 

دائماً فكر بما يخدم الناس ومايقدم حل لمشاكلهم أو خدمة تسهل الحياة اليومية ولاتكتفي فقط بالإعجاب بفكرتك. 

مثال:

- اسمع لمشاكل الناس وحول أن تجد حل.

- ابحث عن اشياء تكره الناس القيام بها لأنها تأخذ وقت وجهد وحاول إيجاد حل لها.

- حاول إبتكار حل يجعل حياة الناس أسهل.

 

#انتبه لخطأ الكثير منا يقع فيه: في الغالب نبدأ بفكرة بسيطة لتطبيق معين ومع مرور الوقت بدون تنفيذ تتشعب الفكرة وتكبر حتى يستحيل تنفيذها وفي الأخير يتم التخلي عنها.

 

لذا من الأفضل أن تكون فكرة التطبيق تحتوي على خدمة أو خدمتين بحد أقصى حتى لاتشتت المستخدم وايضاً حتى يسهل تنفيذها بأقل جهد وتكلفة وأسرع وقت وفي مراحل اخرى ممكن زيادة خدمة واحدة في كل مرحلة.

 

تقبل المقترحات والاراء:

أغلب أصحاب الأفكار لا يقبل أي مقترح تعديل على الفكرة أو يرضى انتقاد بل يتعامل مع الموضوع بعصبية وقد يستمر على نفس الفكرة حتى وأن لم تكن تدر عليه أرباح حتى يفلس ويفشل المشروع.

في حالة عدم نجاح الفكرة يفضل تعديلها أكثر من مرة حتى تنجح قبل أن تستنفذ رأس المال الخاص بالمشروع.

ملاحظة: عملية التعديل على فكرة المشروع وتسمى بالإنجليزي (pivot) لاتتم مباشر فقد يتم تجربة التطبيق لمدة 4 أشهر وأن لم تحقق أهدافك في الربع الأول من السنة أو الربع الثاني يتم التعديل على المشروع حتى يتم الوصل لحل مناسب يزيد معه عدد المستخدمين.

 

نكتفي بهذا القدر في هذا المقال.

إذا أعجبك المقال والمحتوى مفيد بالنسبة لك اعطي اعجاب إذا تكرمت وأذكر في التعليقات مقترحاتك إن وجد. (في حالة وجود تفاعل كبير سوف يتم طرح مقال اخر مكمل وهو عن إعداد نموذج العمل والرؤية والرسالة والأهداف للمشروع. وايضاً سوف يتم تطبيق مشروع صغير كتجربة). 

 

وإذا كنت مهتم في برمجة Flutter يرجى الإطلاع على قناتي الخاصة في اليوتوب:

https://www.youtube.com/watch?v=H_MlpzCKCcY&t=1s

 

إن شاء الله بعد إكتمال الدروس سوف يتم رفعها هنا في منصة عالم البرمجة

 

تحياتي

 

0
إعجاب
1424
مشاهدات
0
مشاركة
0
متابع

التعليقات (0)

لايوجد لديك حساب في عالم البرمجة؟

تحب تنضم لعالم البرمجة؟ وتنشئ عالمك الخاص، تنشر المقالات، الدورات، تشارك المبرمجين وتساعد الآخرين، اشترك الآن بخطوات يسيرة !